في أعقاب جائحة كورونا التي ضربت العالم في عام 2020، شهدت ظاهرة العمل عن بُعد أو من المنزل تسارعًا لافتًا.

 ارتفعت رغبة الكثير من الأشخاص في البحث عن فرص عمل مرنة تسمح لهم بالعمل من أي مكان في العالم، سواء كانوا في مدن مختلفة أو حتى دول بعيدة. وكما توقع البعض، استمرت هذه الظاهرة في التزايد خلال الفترة الزمنية بين يناير ويونيو 2023.

في هذا السياق، قامت شركة FlexJobs، المعروفة بتوفير دليل عالمي للشركات التي توفر مرونة في العمل، بتحديد أكثر الوظائف المرنة والتي تسمح بالعمل عن بُعد المطلوبة خلال النصف الأول من العام الجاري. تلك الوظائف شهدت إقبالًا كبيرًا من قبل الباحثين عن عمل، مما يشير إلى أن هذه الصيحة المستقبلية في عالم العمل تتزايد شعبية وتقبل.

في هذه المقالة، سنلقي نظرة على قائمة الوظائف العشر الأكثر طلبًا التي تتيح العمل من أي مكان، ونستعرض الزيادة في الاهتمام بتلك الوظائف على مدار الشهور الستة الأولى من العام الحالي. كما سنتعرف على بعض التحديات والفرص التي تترتب على هذا النمط المرن من العمل.

شركة FlexJobs قامت بتحديد أكثر الوظائف المطلوبة التي تسمح بالعمل من أي مكان، والتي شهدت أعلى عدد من طلبات التوظيف في الفترة بين يناير ويونيو 2023. وتصدرت قائمة هذه الوظائف عدة مهن، منها الوظائف المحاسبة، ومديري تطوير الأعمال، وكتّاب المواد الدعائية، وممثلي خدمة العملاء، والمحررين، ومديري المشروعات الهندسية، ومديري التسويق، ومديري الإنتاج والتطوير، ومصممي المنتجات المحترفين، ومهندسي البرمجيات.

شهدت الفترة بين أبريل ويونيو من العام الحالي زيادة في نسبة الباحثين عن عمل المهتمين بالوظائف المرنة والتي تسمح بالعمل من أي مكان، حيث ارتفعت هذه النسبة من 80% إلى 88%، وهي الزيادة الأكبر التي سجلتها الشركة منذ بدء تتبع هذه البيانات في العام الماضي.

على الرغم من انتشار هذه الظاهرة، إلا أن الوظائف المرنة لا تزال نادرة نسبياً، حيث تمثل حوالي 5% فقط من إجمالي الوظائف المتاحة عن بُعد، وفقًا لتقرير شركة FlexJobs التي تعمل كمنصة بحث عن الوظائف عن بُعد والعمل الهجين (بين المكتب والمنزل).

تتميز هذه الوظائف بمرونتها الكاملة، حيث يمكن للموظف العمل بنسبة 100% عن بُعد دون أي قيود مكانية أو زمنية، سواء كانت بدوام كامل أو جزئي، مما يجعلها مغرية للكثير من الباحثين عن عمل.

تشهد العمليات التجارية حول العالم تغيرات جذرية في طبيعة العمل وأساليب التوظيف بفضل التطورات التكنولوجية والتحولات الاجتماعية التي أفرزتها جائحة كورونا. استحوذت الوظائف المرنة والتي تسمح

بالعمل عن بُعد على اهتمام متزايد من قبل العديد من المتقدمين للعمل، مما دفع الشركات إلى مراجعة سياساتها وتبني هذا النمط المستقبلي في بيئات العمل الخاصة بها.